عدد المساهمات : 209 نقاط : 5122 تاريخ التسجيل : 27/04/2012
موضوع: منصور خالد الأحد مايو 06, 2012 9:24 pm
ولد الدكتور منصور خالد بامدرمان العاصمة الوطنية للسودان في يناير من العام 1931 م في حي (الهجرة). وينحدر منصور من أسرة أمدرمانية عريقة فجده الشيخ العالم الشهير (محمد عبد الماجد) المتصوف المالكي والذي أفنى عمره في تدريس الفقه المالكي والتصوف، وجده هذا الأخ الشقيق لجد منصور لأمه الشيخ (الصاوي عبد الماجد) الذي كان أيضاً قاضيا شرعيا وعمل في تدريس الفقه [1] إلا أن أسرته قد غلب عليها طابع التصوف وهو ما وثقّه منصور بنفسه في سيرته الماجدية-أنظر المؤلفات أدناه. نشأ منصور في أسرة متصوفة، كما سبق، وتضم أيضاً عدداً من الأدباء وكبار الموظفين بالدولة، ولقد ظهرت معالم أسرته واضحة في كتاباته المختلفة فإشتهر منصور بسلامة اللغة، وجمال البلاغة، وسعة التخيل، ودقة التحليل
تلقى جميع مراحل تعليمه حتى المرحلة الجامعية بالسودان. درس الأولية بأمدرمان، ثم مدرسة أمدرمان الأميرية الوسطى، ثم كلية الحقوق جامعة الخرطوم والتي زامله فيها الدكتور حسن الترابي ورئيس القضاء الأسبق خلف الله الرشيد ووزير العدل الأسبق عبد العزيز شدو. حصل على الماجستير في القانون من جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية.والدكتوراه من جامعة باريس لفترة قصيرة -بعد إكمال دراسته- عمل منصور بالمحاماة، ثم عمل بعد ذلك سكرتيراً لرئيس وزراء السودان عبد الله بك خليل(1956-1958)وأنتقل بعدها للعمل بـالأمم المتحدة في نيويورك ثم منظمة اليونسكو بباريس. عمل استاذا للقانون الدولي بجامعة كلورادو بالولايات المتحدة. نشر مقالات في (يناير1969) بصحيفة الأيام، تنبأ فيها بزوال الحكم الديموقراطي- نسبة للمشاحنات الحزبية، والعداء الطائفي وعدم إحترام الأحزاب لمبدأ الديموقراطية واستقلالية القضاء وتمثل ذلك في طرد الحزب الشيوعي من البرلمان، وتعديل الدستور لعمل ذلك، وتحقير القضاء الذي حكم بعدم دستورية تلك الأفعال، وإستقالة رئيس القضاء (بابكر عوض الله)- وبعد شهور من تلك المقالات وفي 25مايو أطاح جعفر نميري بالحكم الديموقراطي وأتى بنظام (ثورة مايو).[2] بعد قيام ثورة مايو 1969م بقيادة جعفر نميري اشتغل كوزير وزيرا للشباب والرياضة والشئون الإجتماعية. شهدت قطاعات الشباب إبان وزارته نهضة كبرى تمثلت في تفعيل الشباب في الخدمة الطوعية(صيانة الطرق، بناء المشافي والمدارس الخ)، وفي إنشاء مراكز الشباب، ومراكز التأهيل، ومحو الأمية. كما أنه قد أسهم في خلق علاقات قيمة ومفيدة مع (هيئة اليونسكو، ومنظمة العمل الدولية، وحكومات مصر والجزائر وكوريا الشمالية). كما أن وزارته قد أقامت عددا من المهرجانات الشبابية وانشأت قصور الثقافة. في أغسطس 1970 إستقال من الوزارة رغم إعتراضات الرئيس وكثير من مجلس الثورة، ولكنه أصر عليها لأنه رأى أن الصراعات الأيدلوجية أنهكت النظام الذي كان يعيش في تلك الفترة بالموازنات الأيدلوجية اليسارية. ورغم الفترة القصيرة التي قضاها في الوزارة إلا أنها شهدت إنجازات ضخمة. بعد إستقالته من الوزارة عمل ممثلاً لمدير عام هيئة اليونسكو "رينيه ماهيو" ضمن برامج التعليم لهيئة غوث اللاجئين الفلسطينيين. وعاد بعد ذلك ليعمل سفيرا للسودان بالأمم المتحدة. تقلد عدة مناصب في السودان من وزارة الخارجية ووزارة التربية وكمساعد لرئيس الجمهورية. في العام 1978 إستقال من المكتب السياسي وخرج من (نظام مايو) لأنه رأى أن الرئيس (نميري) تغول على المؤسسية في الدولة. عمل كزميل في معهد ودرو ويلسون بمؤسسة اسمثونيان بواشنطن عقب تركه السودان في عام 1978 م. شغل موقع نائب رئيس للجنة الدولية للبيئة والتنمية التي انشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1982م، ومقرها جنيف. ألف عددا من الكتب حول السياسة السودانية باللغتين العربية والانجليزية كما نشر العديد من المقالات في الحوليات الدولية عن قضايا التنمية والسياسة في العالم الثالث. مؤلفاته للدكتور منصور خالد عددا كبيرا من المؤلفات ومؤلفاته تقع معظمها في مجلدات ضخمة خصوصا ما كتب منها في فترة التسعينات ومن مؤلفاته:
[] حوار مع الصفوة هو عبارة عن مجموعة مقالات كتبت مجموعتها الأولى عقب إنتفاضة أكتوبر عام 1964، وكان الكاتب يعمل وقتها مندوبا للأمم المتحدة بالجزائر. وكتبت مجموعتها الثانية خلال فترات إغترابه بفرنسا وهو يعمل في باريس بمنظمة اليونسكو. ضم الكتاب عددا مقدرا من المقالات بلغت 25مقالا تحدث فيها منصور عن مختلف القضايا الفكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية والتعليمية. الطبعة الثانية من الكتاب كانت في العام1979م وصدر الكتاب عن دار جامعة الخرطوم للنشر بمقدمة من الأستاذ المفكر الراحل جمال محمد أحمد.
[] لا خير فينا ان لم نقلها مجموعة مقالات كتبت في فترة السبعينيات من القرن الماضي ونقد الكاتب بها نظام مايو والمجتمع نقداً غير صدامي [] السودان والنفق المظلم الاسم الكامل للكتاب هو: (السودان والنفق المظلم قصة الفساد والاستبداد). وهو كتاب في نقد نظام النميري بصورة مصادمة وظهرت فيه مفاصلة منصور الكاملة لنظام الخرطوم. ولقد صدرت طبعته الأولى في يناير من العام 1985 قبل أقل من ثلاث شهور من سقوط نظام نميري إثر إنتفاضة الشعب السوداني في أبريل 1985. يعتبر الكتاب سيرة ذاتية لمنصور وللنظام المايوي إذ ذكر فيه من دقائق الأخبار الكثير. صدر الكتاب عن (Aedam Publishing House limited,London-Malta).